عودة الركب.. ملحمة سينمائية على هيئة فيديو كليب
عالم الإنتاج المرئي كونٌ شاسع، تنتقل فيه لتشاهد محطات عظيمة وصور تجبرك على الاستقرار والنظر لها بإمعان لما تحمله من لقطات عظيمة ورسائل مدفونة، وعلى العكس حينما نرى مدى الهبوط الفني سواءً من ناحية الصورة وانعدام الرسالة على الضفة الأخرى، فمن منا يستطيع أن ينكر حجم هذه الصناعة ومدى تأثيرها؟، إنه الإعلام سيد عوالم السياسة والاجتماع والنفس.
لا أتحدث في هذه المقالة عن عموم صناعة الإعلام فغايتي هي التوجه بشكل خاص إلى صناعة الصورة المُبهرة التي تتضمن في باطنها رسالة عظيمة، أتحدث عن الإعلام الذي يُظهر الحقائق بشكل مُمتع للعين والنفس، وأستطيع بكل وضوح أن أعلن إني أتحدث عن فيديو كليب “عودة الركب” الذي طُرح بالأمس، واختصاراً للمقال استطيع القول أن هذا الفيديو كليب الذي تولى إخراجه “عباس اليوسفي” مُبهر إلى درجة دفعتني للكتابة عنه، لم أفكر بيوم أن أمتدح عمل بمقالة، فجميع الأعمال تستحق المشاهدة والنقد والفتور والاندفاع لكن هذا العمل يستحق أن يتم تداوله لإمتاع العين والنفس بصورة سينمائية رائعة وسيناريو مُترابط يَختَزِن مئات المعاني والعِبَر.
«عودة الركب» يتحدث عن قصة الراهب الذي تولى الإهتمام والرعاية برأس الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) أثناء رحلة سبي عائلته بعد مقتله في واقعة كربلاء الشهيرة، استطاع اليوسفي أن يُظهر هذه الحكاية بتفاصيلها، و أضاف في هذا العمل بعض الأمور الخيالية -التي يُصرِح عنها في بداية الفيديو كليب- كمثال ابتكاره لشخصية عالم الآثار الذي يأتي لنفس البُقعة الجغرافية التي كان بها الراهب، وأثناء بحثه وتنقيبه عن الآثار يكتشف هذه الصخرة التي تكون هي مفتاحه لبوابة هذه الحكاية، لن أطيل الحديث عن هذا الفيديو كليب لكني أنصح وبشدة بمشاهدته، فالعين تستحق أن تعيش حالة من الإبهار، وللنفس الحق عليك أن تجلعها تَسبر في هذه الحكاية الشيّقة والحزينة والثرية بالتفاصيل.
ختاماً، “عباس اليوسفي” رجل ذكي ومتمكن في مجاله، المتابع لأعماله يعلم جيداً أنه لا يكتفي بالصورة الجيدة فحسب فهو يسعى أن يجعل المضمون رفيقاً مُلاصقاً لها.
عبداللطيف خالدي
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=531085&yearquarter=20173&utm_source=website_desktop&utm_medium=twitter&utm_campaign=articleshare